هناك أوقات كثيرة نشعر بمشاعر مختلطة ولا نقدر على تحديدها فأحيانا نشعر باكتئاب شديد ملازم لنا وأحيان أخرى نشعر بحزن شديد ولا نقدر على الفرح حتى إذا حدثت احداث تسبب الفرح.

وتأتي العديد من الأفكار داخل رأسنا هل هذا بسبب التقدم في العمر ام انه اكتئاب؟ كل هذا يحدث مع عدم الاستمتاع بأي شيء بالإضافة الى اضطراب النوم وقلة النوم.

نسمع كثيرا هذه الكلمات وتسبب لنا الكثير من الإحباط والحزن مع كثرة الضغوط الحياتية التي أصبحنا نعيشها كل يوم وأصبحنا غير قادرين على التفرقة بين مشاعر الحزن الطبيعية ومشاعر الاكتئاب المرضية التي تعطل حياة الشخص تماماً.

وبسبب عدم التفرقة بين هذه المشاعر المختلطة وبين المشاعر الطبيعية والمرضية يحدث اهمال للمرضي لأنهم يعتقدون انها فتره حزن وستنتهي، أو أيضا العكس، حيث يتخيل الشخص انه مريض بالاكتئاب بالرغم من أن مشاعره مجرد حزن طبيعي وللأسف يؤدي ذلك الي الإصابة بالاكتئاب!

لابد ان نعلم ان الحزن مشاعر طبيعية جدا ويمر بها كل شخص عندما يتعرض لمواقف صعبة لا يقدر على تحملها، او عندما يفقد شخص عزيز عليه، وصعوبات كثيرة تواجهنا جميعاً وإذا حدث ذلك يفقد الشخص متعة الحياة ويشعر بالحزن وعندما تعود الحياة الي ما كانت عليه او تمر هذه الفترة العصيبة يعود الشخص أقوي.

هو مرض يحدث للأشخاص عند تعرضهم لمواقف صعبة وقاسية وحزينة ويؤثر هذا على سلوكهم ومشاعرهم وتفكيرهم فلا يشعر الشخص بمعني للحياة ويظهر عليه اعراض مرض الاكتئاب.

بعض الأعراض التي تحدث للشخص قد تستمر لمدة معينة (عادة تكون أكثر من 14 يوما) وتكون هذه الاعراض مسيطرة عليه وتخبرنا انه مريض بالاكتئاب وهي كالتالي:

ان مرض الاكتئاب يجعل الشخص يتوقف عن ممارسة الأشياء التي كانت تسعده ويستمتع بها، وأيضا يفقد شغفه بممارستها، فمثلا يتوقف عن انشطته المعتادة مثل السفر أو الرياضة او حتى مشاهده التلفاز.

وهي من أشهر العلامات التي تدل على مرض الاكتئاب، حيث يكون الشخص دائم الإحساس بالقلق مع زيادة ساعات النوم أو قلة ساعات النوم.

الاكتئاب يؤثر بطريقة ملحوظة جدا في الشهية، وبالتالي في الوزن حيث يحدث زيادة في الوزن ملحوظة، والعكس صحيح حيث يفقد الشخص شهيته وبالتالي وزنه ويصل الي حد الضعف العام والهزال.

الاكتئاب هو مرض يؤثر على حالة الفرد المزاجية وعلى مدي تفاعله مع المحيطين به فأحياناً يفقد الأمل في كل ما حوله ولا يشعر بالسعادة إطلاقاً.

يؤدي مرض الاكتئاب أحياناً الي بطء شديد وملحوظ في الحركة وبطء في ردة الفعل للشخص وقلة استجابته.

اعراض الاكتئاب مثل اضطراب المزاج مع قلة النوم تسبب الشعور الدائم بالإرهاق مع عدم وجود الطاقة لممارسة الحياة الطبيعية والمهام اليومية المعتادة والرغبة الدائمة في الحصول على الراحة المفتقدة.

يدور في رأس الشخص المريض بالاكتئاب تساؤلات مثل ما هو سبب وجوده وما هي قيمته في هذه الحياة وهدفه منها، وفي أوقات كثيرة يشعر بعدم القيمة ويلجأ الي الهروب من هذا التفكير بالنوم لينسي هذه المشاعر، ولكنه يشعر بتأنيب للضمير وهذا يسبب ضغط أكبر عليه ويدفعه للتفكير في الانتحار.

من العلامات المميزة لمرض الاكتئاب هو ضعف الذاكرة وفقدان التركيز لدي الشخص، وعدم القدرة علي التركيز في العمل، واذا كان طالب فعدم التركيز في الدراسة، وقلة التحصيل، والنسيان المستمر.

من الاعراض المصاحبة لمرض الاكتئاب التفكير المستمر في الموت والتخلص من الحياة وكثرة الأحاسيس المختلطة والمسيطرة، فيذكر الموت ويتحدث عنه كثيراً، وانه لا يستحق ان يعيش من وجهة نظهره، ويؤدي به ذلك الي الانتحار.

اسأل نفسك هذه الأسئلة وجاوب عنها لتعرف هل هذه المشاعر حزن طبيعي ام مشاعر مرضية:

إذا كان احساسك بأي مشاعر حزن ينتهي بانتهاء الموقف العصيب ويرجع الشخص لطبيعته تكون هذه مشاعر حزن طبيعية.

أما إذا كانت المشاعر مرضية فلا يقدر الشخص على العودة والاستمتاع بحياته تماما الا بعد العلاج.

إذا استطاع الشخص التخلص من هذه المشاعر عند زوال حدث معين ويعود لحياته الطبيعية فان الحزن مؤقت وطبيعي.

اما إذا كان سبب هذه المشاعر واضح للشخص ومستمر لفتره طويلة حتى بعد انتهاء الحدث فهذه المشاعر مرضية.

إذا حافظ الشخص على رغبته في تناول الطعام وأيضا في النوم فمشاعره حزن طبيعية.

أما إذا حدث اضطراب في الشهية والنوم من فقدان او زيادة فيهما فالمشاعر مرضية وعلامة من علامات مرض الاكتئاب.

لا يشعر الشخص بتأنيب الضمير إذا كان الحزن غير مرضي.

أما إذا كان اكتئاب فإحساس تأنيب الضمير لا يفارق الشخص ودائم الإحساس بالرغبة في الانتحار وعدم أهميته.

إذا كانت الإجابة لا فالمشاعر هي مشاعر حزن مؤقت فقط.

اما إذا كانت الإجابة نعم ويستطيع الشخص ان يؤذي نفسه أو يفكر في التخلص من حياته فهذه الحالة هي حالة مرضية.